‫الرئيسية‬ ثقافة عامة معركة جبل كوسة… بداية نهاية دولة السلاجقة
ثقافة عامة - غير مصنف - 29 يونيو، 2022

معركة جبل كوسة… بداية نهاية دولة السلاجقة

 

كتب: منتصر الهواري

– بعد انقسام دولة السلاجقة الكبار ظهرت عدة دول سلجوقية تركية أهمها دولة سلاجقة الروم بالاناضول ، و كان السلطان علاء الدين كيقباد أقوى سلاطين هذه الدولة حيث تمكن من مد نفوذها شرقا ليصطدم مع المغول المتقدمين من وسط آسيا بقيادة بايجو نويان حيث عمل السلطان على مهادنتهم ، و بعد وفاة هذا الأخير تولى إبنه غياث الدين كخسرو الحكم و كان المغول يعيثون فسادا في شرق الدولة فأرسل سلاجقة الروم وفدا إلى الإمبراطور اوغداي خان يطلبون منه إحترام الإتفاقية التي بينهم و إيقاف قائده بايجو نويان عن الإغارة على الأناضول مقابل جزية سنوية تدفع للمغول فوافق الإمبراطور و أمر قائده بايجو بإيقاف الأعمال الحربية في الأناضول مما جعل هذا الأخير يضمر الشر للسلطان التركي…..

– بعد وفاة اوغداي خان دخلت الإمبراطورية المغولية في حالة من الفوضى مما دفع بايجو نويان إلى إستغلال الفرصة و نقض العهد مع سلاجقة الروم فقام بمهاجمة شرق الأناضول و غزا مدينة ارضروم و قام بتدميرها ، عندما علم السلطان غياث الدين بالخبر استنجد بالأيوبيين في دمشق و بحلفائه المسيحيين من روم طرابزون و الجورجيين و المرتزقة من الفرنجة حيث تجمع له جيش عظيم…

-في سنة 1243 اتجه السلطان بجيشه الجرار نحو جبل كوسه حيت التقى بجيش المغول بقيادة بايجو نويان، لقد كان الجيش التركي-المسيحي أكبر من الجيش المغولي بتلاتة أضعاف حتى أن أحد قادة المغول انتابه الهلع لمنظر الجيش التركي المهيب فطمأنه بايجو نويان بقوله : “كلما زاد عددهم، كلما كان الفوز مجيدًا، وكلما ضمننا غنيمة أكبر”.

– بعد أن رأى السلطان صغر حجم جيش المغول و ضخامة جيشه قرر أن ينزل أغلب جنوده إلى ساحة المعركة متجاهلا نصائح قادته المخضرمين بإنتظار الهجوم المغولي و إتخاذ وضعية الدفاع لمعرفتهم بمهارة المغول في المعارك المفتوحة و اقتناصهم النصر مهما بلغ حجم جيوش أعدائهم ، فولى قيادة جيشه مجموعة من القادة الشباب عديمي الخبرة و أمر بالزحف إتجاه القوات المغولية، في هذه الأثناء علم بايجو نويان أنه قد ضمن نصرا سريعا فأمر جيشه بالانسحاب من ساحة المعركة و التظاهر بالهزيمة ، و رغم تحذيرات بعض القادة فقد أمر السلطان بالهجوم العام ووقع بسهولة في الفخ الذي نصبه له المغول و ما هي سوى لحظات حتى وجد الأتراك أنفسهم محاطين بالقوات المغولية من جميع النواحي ففر السلطان من ساحة المعركة تاركا جيشه يباد على يد الأعداء، و فر حلفائه من الروم و النصارى بعد أن ايقنوا بالهزيمة المحققة .

– بعد هذه المعركة تعرضت أغلب مدن الاناضول للغزو المغولي و أعلن إمبراطور طرابزون التبعية للمغول كما قبل السلطان كخسرو أن يصبح مجرد تابع للعرش المغولي وتصبح الدولة السلجوقية مجرد دمية بيد المغول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

“طغيان السعادة ” مجموعة قصصية جديدة لمحمد العون من Kinzy Publishing Agency

في إطار مشروع النشر المتميز والذي يتقدم بخطوات واسعة منذ وهلته الأولى، وبعد تعاون وصفته ال…