معركة جبل كوسة… بداية نهاية دولة السلاجقة
كتب: منتصر الهواري
– بعد انقسام دولة السلاجقة الكبار ظهرت عدة دول سلجوقية تركية أهمها دولة سلاجقة الروم بالاناضول ، و كان السلطان علاء الدين كيقباد أقوى سلاطين هذه الدولة حيث تمكن من مد نفوذها شرقا ليصطدم مع المغول المتقدمين من وسط آسيا بقيادة بايجو نويان حيث عمل السلطان على مهادنتهم ، و بعد وفاة هذا الأخير تولى إبنه غياث الدين كخسرو الحكم و كان المغول يعيثون فسادا في شرق الدولة فأرسل سلاجقة الروم وفدا إلى الإمبراطور اوغداي خان يطلبون منه إحترام الإتفاقية التي بينهم و إيقاف قائده بايجو نويان عن الإغارة على الأناضول مقابل جزية سنوية تدفع للمغول فوافق الإمبراطور و أمر قائده بايجو بإيقاف الأعمال الحربية في الأناضول مما جعل هذا الأخير يضمر الشر للسلطان التركي…..
– بعد وفاة اوغداي خان دخلت الإمبراطورية المغولية في حالة من الفوضى مما دفع بايجو نويان إلى إستغلال الفرصة و نقض العهد مع سلاجقة الروم فقام بمهاجمة شرق الأناضول و غزا مدينة ارضروم و قام بتدميرها ، عندما علم السلطان غياث الدين بالخبر استنجد بالأيوبيين في دمشق و بحلفائه المسيحيين من روم طرابزون و الجورجيين و المرتزقة من الفرنجة حيث تجمع له جيش عظيم…
-في سنة 1243 اتجه السلطان بجيشه الجرار نحو جبل كوسه حيت التقى بجيش المغول بقيادة بايجو نويان، لقد كان الجيش التركي-المسيحي أكبر من الجيش المغولي بتلاتة أضعاف حتى أن أحد قادة المغول انتابه الهلع لمنظر الجيش التركي المهيب فطمأنه بايجو نويان بقوله : “كلما زاد عددهم، كلما كان الفوز مجيدًا، وكلما ضمننا غنيمة أكبر”.
– بعد أن رأى السلطان صغر حجم جيش المغول و ضخامة جيشه قرر أن ينزل أغلب جنوده إلى ساحة المعركة متجاهلا نصائح قادته المخضرمين بإنتظار الهجوم المغولي و إتخاذ وضعية الدفاع لمعرفتهم بمهارة المغول في المعارك المفتوحة و اقتناصهم النصر مهما بلغ حجم جيوش أعدائهم ، فولى قيادة جيشه مجموعة من القادة الشباب عديمي الخبرة و أمر بالزحف إتجاه القوات المغولية، في هذه الأثناء علم بايجو نويان أنه قد ضمن نصرا سريعا فأمر جيشه بالانسحاب من ساحة المعركة و التظاهر بالهزيمة ، و رغم تحذيرات بعض القادة فقد أمر السلطان بالهجوم العام ووقع بسهولة في الفخ الذي نصبه له المغول و ما هي سوى لحظات حتى وجد الأتراك أنفسهم محاطين بالقوات المغولية من جميع النواحي ففر السلطان من ساحة المعركة تاركا جيشه يباد على يد الأعداء، و فر حلفائه من الروم و النصارى بعد أن ايقنوا بالهزيمة المحققة .
– بعد هذه المعركة تعرضت أغلب مدن الاناضول للغزو المغولي و أعلن إمبراطور طرابزون التبعية للمغول كما قبل السلطان كخسرو أن يصبح مجرد تابع للعرش المغولي وتصبح الدولة السلجوقية مجرد دمية بيد المغول.
“طغيان السعادة ” مجموعة قصصية جديدة لمحمد العون من Kinzy Publishing Agency
في إطار مشروع النشر المتميز والذي يتقدم بخطوات واسعة منذ وهلته الأولى، وبعد تعاون وصفته ال…