تحريم القهوة.. قاطفها وطابخها وشاربها في النار
في القرن الخامس عشر، تفنن العثمانيون في إهانة القهوة وعاملوا من يعشقوها أو يرتشفوها كما يعامل الفاسقون والمجرمون وقطاع الطرق، مستندين في ذلك على فتاوى مشايخ السلطان، الذين أقروا بأن من يجلس في مجالس القهوة يعد من أراذل الناس؛ لكونها مضرة بالصحة ومذهبة للعقل وتحرض على التخلف عن صلاة الفجر؛ بسبب أنها تدفع للسهر.
قطع شفتيك أو إلقائك في النهر وأنت مقيد في حجر، أو قطع رقبتك بالسيف، كلها أحكام واجبة النفاذ؛ كانت تنفذ في حق عشاق القهوة أيام الدولة العثمانية؛ لأن الباب العالي حرمها على الناس واعتبرها رجسا من صنع الشيطان، مدعيًا وجود أحاديث نبوية تحذر من يتناولها من عذاب أليم.
يونس العيثاوي الدمشقي، والكازروني، الذي ألف «قمع الإمارة بالسوء عن الشهوة: بيان حرام شرب القهوة» وحسن بن كثير الحضرمي .
على الجانب الآخر، ظهر عدد من الفقهاء المناصرين للقهوة، كالشيخ أبي بكر المكي الذي ألف رسالته: «إثارة النخوة بحُكم القهوة» ثم رد برسالة أخرى: «إجابة الدعوة بنصّ القهوة»، وفي دمشق كان هناك الشيخ أبو الفتح المكي، الذي يصفه بعض المؤرخين بأنه كان «مغالياً في نصرة القهوة».
وكان من أبرز المحلين القاضي محمد بن إياس، الذي أجرى تجربة في بيته قبل إصدار الفتوى، وكان دافعه إلى ذلك حادثة القبض على مجموعة من متعاطي القهوة في القاهرة عام 1539 وحبسهم بتهمة شرب القهوة .
“طغيان السعادة ” مجموعة قصصية جديدة لمحمد العون من Kinzy Publishing Agency
في إطار مشروع النشر المتميز والذي يتقدم بخطوات واسعة منذ وهلته الأولى، وبعد تعاون وصفته ال…